«الجزيرة» – المحليات/ تصوير – التهامي عبدالرحيم:
أقامت هيئة الصحفيين السعوديين في مقرها الرئيسي بالرياض ندوة بعنوان: «المرأة بين مجتمعين» مساء أمس الأول بمقر الهيئة بحي الصحافة بالرياض، أدارتها الدكتورة سناء العتيبي، وحضرها رئيس مجلس إدارة الهيئة الأستاذ خالد بن حمد المالك ونائب رئيس الهيئة د.فهد العقران وجمع من المهتمين والمتابعين والمختصين والإعلاميين. وفي البداية قالت الأستاذة مكفولة أقاط وزيرة ومستشارة رئيس الوزراء بموريتانيا – سابقاً – عن دور المرأة في صناعة السلام أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مكّن المرأة السعودية، وهو أمل جميع النساء العربيات، كما انتصر في حربه ضد الإرهاب وأوقف موجته ويستحق لقب منقذ الأمة، وأن معيار تقدم البلدان يقاس بمشاركة النساء في صنع القرار، وأن العنف الذي يأخذ شكلاً ثقافياً كالحماية المبالغ فيها للنساء ما هو إلا مركبة العبور للذكورية المسممة التي تتحول إلى عنف ضد المجتمع.
من جانبها تناولت أ.د. فوزية البكر أستاذ الأصول الاجتماعية والفلسفية للتربية تمكين المرأة في ظل رؤية 2030 ودور المملكة في صناعة السلام وقراراته والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، حيث تطرقت إلى التحديات التي تواجه تمكين المرأة.. وأشارت إلى زيادة نسب تمثيل المرأة في مناصب قيادية في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت المرأة أكثر مشاركة في صنع القرار، وقد استهدفت رؤية 2030 رفع مستوى مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 30 % بحلول عام 2030 إلا أنه بنهابة عام 2022 وصلت حصة المرأة في سوق العمل السعودية إلى 34.7 % والبعض يضعها في مستوى 37 % مقارنة بما كانت عليه عام 2016، حيث لم تكن تتجاوز 19 %، فيما ارتفعت نسبتهن في المناصب الإدارية إلى 41.1 %.
وتمكين المرأة هو تمكين للأسرة ولكل أفرادها من الجنسين ثم للمجتمع لاحقاً بما يخلق أمم متوازنة تحتفي بجنسيها الرجل والمرأة وتحترم وظائفهم ضمن الأطر الشرعية والثقافية المقررة.
وتقدم رؤية المملكة 2030 نموذجاً يستحق الاحتفاء والاقتداء بما يسهل على كل الشعوب المحيطة بنا والتي تحاول الصعود إلى مشارف الأمم المتقدمة العمل ضمن المرتكزات الإستراتيجية وخطة العمل التي قدمتها رؤية 2030.
وفتحت مديرة الندوة الباب التفاعلي من خلال التعليقات والمداخلات والنقاشات الهادفة والتي، وقد أوجزت مديرة الندوة الدكتورة سناء العتيبي مضامين الندوة بقولها: هذه الندوة الحوارية تحمل في طياتها موضوعًا حيويًا ومهمًا وعنوانًا عميقًا «المرأة بين مجتمعين»، والذي يأتي منسجمًا في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز قيادة المرأة ومشاركتها في ترسيخ قيم السلام وازدهار وتنمية المجتمعات على الصعيد المحلي والدولي، وتكريس ثقافة الأمن وربطها بالبرامج والمشروعات التنموية الكبرى. واستكمالاً لتمكين المرأة ودورها المحوري في السلم المجتمعي، والمردود الإيجابي لهذا الدور وأثره على دعم الاستقرار والحماية للمجتمعات ومقدراتها.
وفي هذا السياق ومن الموضوعات الجديرة بالتمعن ثمّة تحليل جديد يبيّن أهمية ضمان أن تحتلَّ أولويات المرأة أهميةً مركزية في قرارات السلام والأمن على كل المستويات. وفي سبيل تحقيق هذا الهدف، تعمل المملكة العربية السعودية بشكل متكامل على الصعيد الدولي لمواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية ومخاطر الحماية التي تحدُّ من المشاركة الكاملة للمرأة في تحقيق السلام وحفظه. باعتبارها الأم والمربية الأولى وصانعة الرجال، وهي المسئولة عن غرس حب الوطن والانتماء، كما أنها أول من يتأثر من غياب السلام والأمن، لهذا يأتي هذا الحوار في وقت حيوي للتأكيد على تضامن المرأة السعودية والموريتانية مع الأوطان، بلدان ارتبطا بعلاقات أخوية تنموية صادقة وعلاقات ثنائية وتاريخية مميزة وكان للنساء فيهما دور تنموي بالغ الأثر.
وفي الختام كرّم رئيس مجلس إدارة الهيئة الأستاذ خالد المالك المحاضرات ومديرة الندوة والتقطت الصور الثنائية والجماعية.
وحظيت الندوة بتعليقات عديدة منها تعليق الزميل الأستاذ فهد العجلان نائب رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) من خلال حسابه على منصة (X) بقوله: «معالي الدكتورة مكفولة آقاط الوزيرة السابقة ومسشارة رئيس الوزراء الموريتاني في الندوة التي أقيمت في مقر هيئة الصحفيين السعوديين أشادت بوعي القيادة الذي قدمه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمنطقة والعالم العربي، مؤكدة أن هذا النموذج من القيادة يقدم لنا جميعًا في العالم العربي أنموذجًا حقيقيًا للتنمية التي تعيد إلينا الأمل في المستقبل، وذكرت الوزيرة في الندوة التي كان عنوانها (المرأة بين مجتمعين)، وتشرفت بحضورها بدعوة من سعادة رئيس مجلس إدارة الهيئة الأستاذ خالد بن حمد المالك إضاءة جميلة حول احتفالات الطلاق في موريتانيا، مشيرة أنها ليست احتفالات عبثية كما يجري من بعض النساء اليوم بتحسين موضوع الطلاق أمام الفتيات وجعله مناسبة للفرح وإنما هو احتفال تقيمه الأسرة لاحتواء المرأة المطلقة وإشعارها بالسند الذي يحيط بها حتى بعد طلاقها في مبادرة إنسانية عالية المستوى، وقالت الوزيرة حول ما يشاع عن تفضيل الموريتانيين للمرأة السمينة أن هذا المفهوم جاء من حرص الموريتانيين في زمن الجوع والفقر أن يظهروا عنايتهم واهتمامهم بالمرأة كونها محل رعاية وتقدير في إشارة إلى مكانة المرأة في نظر الأسرة وانعكاس صورتها في إظهار هذا التقدير.