سياسة

أزولاي: الإصلاحات التي أنجزها المغرب مكنت من تجاوز الأزمة المالية والصحية العالمية

أكد المستشار الملكي، أندري أزولاي، الجمعة، بمراكش، أنه “في مقابل التراجعات والتصدعات التي تعبر العالم، يجسد المغرب وعود وآمال حداثة اجتماعية وثقافية”.

وأضاف  أزولاي، في كلمة خلال الجلسة العامة للدورة الـ11 لمؤتمر “الحوارات الأطلسية”، حول موضوع “نظرات متقاطعة شمال – جنوب في عالم مجزأ”، أنه “تحت الريادة الملتزمة والإرادية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، اختار المغرب، في بلاد الإسلام، أن يجعل من مشروعية وغنى كافة تنوعاته المحرك الرئيسي لتفرد مجتمعه وهويته”.

وأبرز أزولاي، الذي انتقد فقدانا للمعالم حول ما هو أساسي: العيش المشترك، احترام تنوع وعالمية قيم التضامن في عالم يعيش حالة استقطاب، “استمرارية، وتماسك ومرونة الإصلاحات التي ينفذها المغرب”.

وأضاف أن “هذه الإصلاحات مكنت بلادنا من مواجهة، بوعي وعزم، الأزمات المالية، والصحية والدولية التي أضعفت، وأحيانا زعزعت النظام العالمي”.

وذكر بأن المغرب الذي “أدار ظهره للتراجعات، وللأفكار التي عفا عليها الزمن وللانطواء على الهوية” التي تنتعش في أماكن أخرى، “عرف كيف يوطد مجتمعا متحركا، في ظل التوافق والاستقرار، لتقديم إجابة هيكلية ومستدامة على التحديات الرئيسية لعصرنا”.

إثر ذلك، استعرض مستشار الملك، ضمن هذا الأفق، الأوراش التي باشرها المغرب بشكل استباقي، سواء تعلق الأمر بالدينامية غير المسبوقة لمخطط التنمية على المدى المتوسط والبعيد، والذي يستعد المكتب الشريف للفوسفاط لتفعيله، أو الاستراتيجية الإرادية التي أطلقها المغرب من أجل النهوض بحقوله من الطاقات المتجددة وتثمينها، مع بقائه في حالة تعبئة ليطور في المستقبل إمكاناته الاستثنائية من الهيدروجين الأخضر.

وأثناء حديثه أمام وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، هوبير فيدرين، أبرز مستشار الملك “الطابع الشامل والإدماجي للمشروع المجتمعي الذي اختار المغرب بناءه دون أن يدير ظهره لأساسيات تاريخه، وتقاليده وللتعددية التي غذت حضارتنا وصهرتها على مر القرون لتجسد اليوم، في منطقتنا، المرجع الأكثر اكتمالا لأمة تعيش في سلام مع نفسها والتي عرفت كيف تعزز، دون تردد ولاضغينة، ريادتها بواقعية ووضوح لمواجهة تعقد التحديات التي سيواجهها غدا”.

من جهته، وصف فيدرين العلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا بأنها “استثنائية”، مضيفا أن “ظاهرة فريدة للعلاقات تطورت على مر السنين بين المجتمعين الفرنسي والمغربي، وبين النخب الفرنسية والمغربية، وكذا بين الطبقات الوسطى الفرنسية والمغربية في جميع المجالات”.

وقال إنه “كنز ورثناه من هذا الماضي المشترك”، مشيرا إلى أن “أزمات وقعت في بعض الأوقات، ولكن تم تجاوزها دائما”.

وفي هذا الصدد، أبرز فيدرين أنه على الرغم من الفوضى العارمة للعولمة، إلا أن هناك مجالات تظل فيها فرنسا والمغرب “شريكين جيدين”، مضيفا أن البلدين مدعوان إلى تحقيق إنجازات كبيرة معا في العقود القادمة.

وشارك في هذا اللقاء رفيع المستوى، الذي نظم من 14 إلى 16 دجنبر الجاري، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بمبادرة من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، حول موضوع “آفاق التعاون الدولي في عالم متحور… الفرص المتاحة في المحيط الأطلسي الموسع”، أزيد من 350 ضيفا من 60 جنسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى